حل درس الشقاء اللغة العربية للصف 10 نموذج 2
محتوى الموضوع
هدا الملف ل الصف 10 عام لمادة لغة عربية الصف 10 الفصل الثالث
حل درس الشقاء اللغة العربية للصف 10 نموذج 2
الشفق يؤذن باقتراب الليل، وندف كبيرة من الثلج تتطاير في بطء حول مصابيح الطريق التي أضاءت لتوها، وتكسو السقوف وظهور الخيل والاكتاف وأغطية الرؤوس بطبقة رقيقة ناعمة، وقائد الزحافة، «أيونا بوتابوف» أبيض من قمة رأسه إلى قدمه، أبيض كالشبح، يجلس على مقعد القادة دون أن يتحرك، منحنيا كأقصى ما يستطيع الجسد البشري أن ينحني، ويبدو ثابتا بحيث لو تساقط عليه تيار ثلجي منتظم لما فكر في إزاحة الثلج عن جسده، ومهرته الصغيرة بيضاء وساكنة أيضا. وهي تبدو بسكونها وبحدة خطوط جسمها و بقوائمها الرفيعة التي تشبه العصا في استقامتها أشبه ما تكون بلعبة من لعب الأطفال، وأغلب الظن أنها كانت غارقة في
التفكير ، فأي مخلوق ينتزع من المحراث ومن الحقول المثبطة التي ألفتها عيناه، ويرمى به في هذه البؤرة المليئة بالأضواء المخيفة، وبضجة لا تنقطع ، وببشر في عجلة من أمرهم، أي مخلوق هذا شأنه لابد وأن يفكر.
وكان قد مضى وقت طويل دون أن يتحرك «أيونا» ومهرته، لقد خرجا من الإسطبل وقت العشاء ومع ذلك لم يركب الزحافة راكب واحد، ولكن فظلال الليل تهبط الآن على المدينة، ولون مصابح الطريق الشاحب يتحول إلى ضوء وهاج، وضجة الطريق تشتد، و يسمع «أيونا» صوتا ينادي.
زحافة إلى «فيبر جسكايا… زحافة.
وينتبه «أيونا». ويرى من خلال عينيه المغطاة يندف الثلج المنادي فيجده ضابطا في معطف عسكري وغطاء للرأس، ويكرر الضابط كلامه.
إلى «فيبر جسكايا» هل أنت نائم ؟ إلى «فيبر جسكايا»
ويشد «أيونا اللجام دلالة على الموافقة فتتطاير قطع الثلج من على ظهر المهرة ومن على أكتافه، و يركب الضابط الزحافة. و يقرقع قائد الزحافة. و يلوح بالسوط بحكم المادة لا بحكم الضرورة وتشد المهرة عنقها هي الأخرى. وتلتوي ساقاها الشبهتان بالعصا، و تبدأ في السير بتردد.
وفي الحال يسمع «أيونا» صوتا يصيح به، صوتا ينبعث من كتلة من الظلام أمام عينه إلى أين” تتجه !؟ الى أين تتجه !؟ الزم يمينك أيها الرجل.
فيقول له الضابط في غضب.
إنك لا تعرف القيادة، الزم اليمين.
ويغضب منه سائق يسوق عربة، وينظر إليه أحد المشاة في غضب وهو يزيح الثلج عن كمه عندما اصطدم ذراعه بأنف الحصان وهو يعبر الطريق؛ و يتحرك «أيونا على مقعد القيادة كما لو كان غائبا عن الوعي. لا يعرف أين هو ؟ ولم وجد في هذا المكان؟
وقال الضابط متفكها.
يا لهم من أشرار” إنهم يحاولون ما بوسعهم لكي يصطدموا بعربتك، ولكي يقعوا تحت حوافر حصانك، إنهم يتعمدون ذلك تعمدا.
ونظر «أيونا» إلى الراكب وحركة شفتيه، وكان من الواضح أنه يريد أن يقول شيئا، ولكنه لم يقله، وسأله الضابط. ماذا؟
وابتسم «أيونا» ابتسامة كئيبة، ومد عنقه، وخرج صوته خشنا ثقيلا.
ابني.. ابني مات هذا الأسبوع سيدي.
قال الضابط. هيه، مات بماذا؟
وأدار «أيونا» جسمه كله إلى الرا كب، وقال،
من يدري ؟ لابد أنها الحمى، رقد في المستشفى ثلاثة أيام ثم مات، إنها إرادة الله.
وفي هذه اللحظة ارتفع صوت من الظلمة قائلا: استدر ايها الشيطان، هل جننت أيها العجوز، انظر إلى أين أنن متجه؟
قال الضابط. أسرع ، أسرع ، لن نصل إلى هناك إلا في صباح الغد إذا قدت بهذا البطء !
ومد سائق الزحافة عنقه من جديد وارتفع عن مقعده، وقرقع بوطه، واستدار عدة مرات لينظر إلى الضابط، ولكن الأخير أبقى عينيه مغلقتين وكان من الواضح أنه لا يرغب في الاستماع إليه ساعة.
واتجه إلى الزحافة ثلاثة شبان، اثنان منهما طويلا القامة رفيعان والثالث أحدب قصير، كانوا يتمايلون، و يدبون بأحذيتهم الثقيلة على الرصيف. وصاح الأحدب:
إلى (البوليس) أيها السائق، ثلاثتنا، سندفع عشرين (كوبيك).
وشد «أيونا» اللجام، وقرقع حصانه. ولم تكن العشرون (كوبيك) أجرا مناسبا، ولكنه لم يفكر في ذلك، لم يعد الأمر يهمه، (روبيل) أو خمسة (كوبيكات) سيان، مادام معه راكب، وصعد الشبان الثلاثة إلى العربة وهم يتزاحمون، و يحاولون أن يجلسوا كلهم في الوقت نفسه، ولكن كان لابد من تسوية المسألة، فلم يكن المقعد يتسع إلا لاثنين، وبعد الكثير من الاختلاف اتفقوا على أن يقف الأحدب لأنه أقصرهم، ثم قالوا:
حسنا، هيا بنا.
اتجه إلى الزحافة ثلاثة شبان، اثنان منهما طويلا القامة رفيعان، والثالث أحدب قصير، كانوا يتمايلون، و يدبون بأحذيتهم الثقيلة على الرصيف.
كيف يمكننا البحث عن معنى الكلمة الملونة في المعجم الورقي الذي يأخذ بأوائل الكلمات ؟
نردها إلى أصلها (دابة)، ثم نبحث عنها في فصل الذال ثم الألف.
نردها إلى أصلها (دبب)، ثم نبحث في فصل الذال ثم الباء.
نحولها إلى المضارع (يدب)، ثم نبحث في فصل الياء ثم الذال.
نشتق منها الاسم (دب)، ثم نبحث في فصل الذال ثم الباء.
قال الأحدب بصوته المتقطم وقد استقر في مكانه، ولفحت أنفاسه عنق «أيونا»
بسرعة، يا لها من عربة! يا صديقي، عربتك هذه لا تستطيع أن تجد في (بترسبرغ بأجمعها أسوا منها.
وضحك «أيونا»: هاها.. هاها؛ إنها ليست مدعاة للفخر.
قال الأحدب: ليست مدعاة للفخر حقا، حسنا أسرع إذا، هل ستقود بهذا البطء طيلة الطريق ؟ هيا، هل أضربك على قفاك.
أحس «أيونا» بالأحدب خلف ظهره يدفعه وبصوته الغاضب يرتعش، وشيئا فشيئا بدأ يزول شعور (أيونا) بالوحدة. وتقل وطائة في قلبه. ويستمر الأحدب يتكلم غاضبا حتى يبدأ في الضحك على فكاهة ألقاها أحد زميليه، واستمر يضحك حتى داهمه السعال، وظل زميلاه يتحدثان، و(أيونا) ينظر إليهم، وينتظر حنى سادت فترة صمت قصيرة، فالتفت إليهم من جديد، وهو يقول هذا الأسبوغ مات ابني، هذا الأسبوع ابني مات.
تنهد الأحدب وهو يمسح شفتيه عقب السعال، ثم قال: سنموت ، والآن أسرع أسرع ، أنا وصديقاي لا نستطيع أن نتحمل الزحف البطيء، متى ستوصلنا إلى هناك ؟
قال أحد الصديقين: امنحه قليلا من التشجيع ، اصفعه مثلا.
قال الأحدب: أتسمع أيها العجوز، سأجعلك نشيطا، لو احترم الإنسان أمثالك فخير له أن يمشي على قدميه، أتسمع أيها الرجل ؟ أم لعلك لا تهتم على الاطلاق بما نقول.
ضحك «أيونا» وقال: شبان يمرحون ليمنحكم الله الصحة.
وعندما استدار «أيونا» ليخبرهم كيف مات ابنه، تنهد الأحدب بارتياح، وأعلن أنهم وصلوا أخيرا والحمد لله.
وبعد أن أخذ «أيونا» نقوده ظل يحدق طويلا في الشبان الثلاثة وهم يختفون في المدخل المظلم، ومن جديد أصبح وحيدا، ومن جديد لا يملك سوى الصمت.
وعاد الشقاء الذي هان لفترة قصيرة، عاد من جديد يمزق قلبه أقسى مما كان يمزقه من قبل.
وفي نظرة قلق والم، بدأت عينا «أيونا» اللتان لا تستقران في مكانهما ترقبان الجماهير وهي رائحة غادية على جانبي الطر يق، وبدأ يتساءل: ألا يستطيع أن يجد بين هؤلاء الاف من يستمع اليه ؟ كانت الجماهير تمر به لا تشعر بشقائه، كان شقاؤه عميقا لا حدود لعمقه، ولو انفجر قلبه وفاض شقاؤه لأغرق الدنيا بأجمعها، ولكن، لا أحد يراه، فقد وجد الشقاء مخبأ في مكان ناء. مكان لا يمكن أن يصل إليه إنسان